السكري النوع الأول


السكري النوع الأول عند الأطفال

المقدِّمة

السكَّري مرضٌ مُنتشر، يُصاب به ملايين الأشخاص كلَّ سنة. كما أنَّ خمسة إلى عشرة بالمائة من مجموع الحالات المُشَخَّصة بالسُّكَّري، في الولايات المتَّحدة مثلاً، هي من النوع الأوَّل. قد يحدث أن يُخبر الطبيبُ أبَوَي الطفل بأنَّ طفلهما مُصاب بالسُّكَّري من النوع الأوَّل. ومن المفيد في هذه الحالة أن يعلما أنَّه بالرغم من عدم توفُّر عِلاج شاف من هذا المرض حتَّى الآن، لكن هناك العديد من طُرُق المُعالجة التي تستطيع السيطرة على هذا المرض. يساعد هذا البرنامج التثقيفي المراهقين وعائلات الأطفال الذين يُعانون من السكَّري على فهم السكَّري من النوع الأول، وعلى معرفة سُبُل السيطرة عليه.

السُّكَّري

يتكوَّن الجسم من ملايين الخلايا التي تحتاج إلى الطاقة لأداء وظائفها. ويتحوَّل الطعام الذي نتناوله إلى سُكَّر يُعرف باسم الغلوكوز. ينتقل هذا السكَّر إلى الخلايا عبر مجرى الدم؛ فالسكَّر عنصر أساسي تحتاج إليه الخلايا لإنتاج الطاقة. هنالك شرطان يجب أن يتوفَّرا لدخول السكَّر إلى الخلايا.

  1. توفُّر "بوَّابات" كافية لاستقبال السكَّر في الخلايا، وتُسمَّى هذه البوّاباتُ المُستقبِلات.
  2. توفُّر مادَّة الأنسولين الضرورية للقيام "بفتح" هذه البوَّابات أو المستقبِلات.

يدخل الغلوكوز إلى الخلية عندَ توفُّر هذين الشرطين، حيث تستخدمه الخلية لإنتاج الطاقة. ومن غير وجود الطاقة، تموت كلُّ الخلايا. الأنسولين هُرمونٌ كيميائي ينتجه البنكرياس. ويختلف مستوى الأنسولين في الدم باختلاف كمِّية الغلوكوز الموجودة فيه. السكَّري مرضٌ يجعل من الصعب على الخلايا أن تحصلَ على الغلوكوز الذي تحتاج إليه لإنتاج الطاقة. في حالة الإصابة بالسُّكَّري من النوع الأوَّل، يقوم الجهاز المناعيّ في الجسم بمهاجمة خلايا البنكرياس التي تُنتج الأنسولين ويدمِّرها. لذلك، لا يكون عند المُصابين بالنوع الأول من السكَّري كمِّية كافية من الأنسولين في أجسامهم، وهذا ما يُؤدِّي إلى ارتفاع سكَّر الدم عندهم إلى حدٍّ كبير. يميل السكَّري من النوع الأول إلى الحدوث عند الأطفال والمراهقين، وهو ليس مرضاً وراثيَّاً. يُمكن أن تظهر أعراض السكَّري من النوع الأول، وتترقَّى بسرعة كبيرة، في غضون ساعات أو أيَّام. تشتمل الأعراض والعلامات المألوفة للإصابة بالسكَّري على:

·    الشعور بالعطش الشديد.

·    كَثرة التبوُّل.

·    الشعور بالجوع الشديد.

·    نقص الوزن.

·    الشعور بالتعب.

·    تغيُّرات في الرؤية.


يمكن أن يرتفع مُستوى السكَّر في الدم ارتفاعاً كبيراً إذا بقيَ من دون مُعالجة، فيؤدِّي إلى الغيبوبة أو السُّبات، وإلى الموت أحياناً. كما يمكن أن يحدث ذلك في غضون ساعات أو أيَّام من بدء ظهور الأعراض! وتختلف أعراض هذا المرض وعلاماته بين مريض سكَّري وآخر. يتمُّ تشخيص الإصابة بالسكَّري عندما يكتشف الطبيبُ أنَّ مستوى السكَّر في الدم أو البول مُرتفع. ويُجرى هذا الفحصُ إذا اشتبه الطبيب بوجود السكَّري. يكون أفضل وقت لإجراء الفحص هو في الصباح قبل أن يتناولَ الشخص أيَّ طعام أو شراب؛ وهذا ما يُسمَّى قياس سكَّر الدم على الصيام.

علاج السكري

ليس هناك معالجة تستطيع شفاء مرض السكَّري. ولكن إذا تمَّت المحافظة على مستويات سكَّر الدم ضمن المعدل الطبيعي، فإنَّه يُمكن السيطرة على هذا المرض. لا ينتج مرضى السكَّري من النوع الأول كمِّيات كافية من الأنسولين، ولذلك فإنَّ عليهم تعديل نظامهم الغذائي واستعمال الأنسولين. من الضروري وجودُ علاقةُ مساهمةٍ من جانب المريض أو الشخص الذي يتولَّى رعايته في عملية ضبط السكَّري؛ ففي الحقيقة، من الصعب التحقُّق من نجاح المعالجة من دون هذه المشاركة. وعلى المريض أو من يقوم برعايته أن يتعلَّم ويتَّبع التعليمات والإجراءات الضرورية للسيطرة على مُستويات سكَّر الدم.

السيطرة على السكَّري

يمكن السيطرة على السكَّري من خلال:

·    اعتماد نظام غذائي صحِّي.

·    ممارسة التمارين الرياضية.

·    قياس مستوى سكَّر الدم بانتظام.

·    استعمال الأنسولين.

يشرح اختصاصي التغذية أو المُثقِّف الصحِّي أو طبيب السكَّري للمريض الراشد، أو للمشرف على طفل مُصاب بالسكري، كيف يحضِّر الوجبات. كما يجيب عن أيِّ سؤال يطرحه عليه. هناك ثلاثة أهداف لاعتماد النظام الغذائي الصحِّي، وهي:

  1. السَّيطرة على الوزن.
  2. المحافظة على سكَّر الدم ضمن المعدَّل الطبيعي.
  3. التقليل من دهون الجسم.


يشمل النظامُ الغذائي الصحِّي نوعَ الطعام وكمِّيته وعدد الوجبات. وتعدُّ الخيارات الغذائية الصحِّية المتاحة لمرضى السكَّري واسعة من حيث عدد مرَّات الأكل وكمِّيته. وعلى النقيض من الانطباع السائد، كثيرة ومتنوِّعة إلى حدٍّ يثير الدهشة. تخفض ممارسةُ التمارين الرياضية من مستوى سكَّر الدم، وتساعد على تخفيف الوزن. كما أنَّها تحافظ على صحَّة القلب والدورة الدموية. وتخفِّف التمارينُ الرياضية أيضاً من الضغط النفسي أوالشدَّة النفسية، وتُقوِّي العضلات. يناقش الطبيبُ مع المريض نوع التمارين الرياضية المناسبة له. ولكن، ينبغي استشارةُ الطبيب دائماً قبل البدء بأيِّ برنامج تمارين جديد. من الضروري متابعةُ فحص مُستويات سكَّر الدم للتأكُّد من أنَّها ضمن الحدود الطبيعية؛ فإذا تبيَّن أنَّ مستوى السكَّر شديد الانخفاض أو الارتفاع، فقد يحتاج المريض إلى تغيير دواء السكَّري الذي يستخدمه أو تغيير نظامه الغذائي أو برنامج التمارين الرياضية؛ حيث يقوم الطبيب أو الممرِّضة بإخبار المريض عمَّا إذا كان هو في حاجة إلى إجراء أيِّ تغيير.
يجري قياسُ مستوى السكَّر في الدم بأخذ قطرة دم صغيرة من الإصبع، حيث يُوخَز الإصبع بواخزة، وهي إبرة صغيرة تُستعمَل مرَّة واحدة. يجب قياسُ سكَّر الدم من مرَّة إلى أربع مرَّات في اليوم، ويمكن القيام بذلك في المنزل. ويستطيع معظم المرضى قياسَ سكَّر الدم بكلِّ سهولة. يشرح اختصاصي السكَّري للمريض الطريقةَ الصحيحة لقياس سكَّر الدم، ويساعده على تحديد الأوقات المناسبة للفحص. كما يعلِّمه أيضاً كيف يقوم بتعديل كمِّية الأنسولين التي يستعملها، أو كيفية تعديل نظامه الغذائي، أو التمارين الرياضية التي يقوم بها للمساعدة على ضبط سكَّر الدم. هناك أشكال كثيرة من الأنسولين. ويحدِّد الطبيب النوعَ المناسب لكلِّ مريض، ويعلّمه كيف يقوم بتحضير حُقنة الأنسولين ليأخذها بنفسه. يجري تحديدُ برنامج يكون على المريض التقيُّد به عادة. وقد يكون هذا البرنامج بحاجة إلى التغيير اعتماداً على مُستوى نشاط المريض ونمط غذائه، كما أنَّه معرَّض للتغيير مع زيادة عمر المريض وحجمه، خاصَّة بالنسبة للمرضى من الأطفال.

فَرطُ سُكَّر الدم ونَقص سُكَّر الدم

قد يزيد مستوى سكَّر الدم أو ينقص عن المستوى المطلوب عند محاولة ضبطه، ولله الحمد، يمكن إعادة السيطرة عليه وضبطه بسهولة. تُسمَّى الحالةُ التي تكون فيها نسبة السكَّر في الدم عالية جداً "فرطَ سكَّر الدم" أي زيادة مستوى سكَّر الدم عن الحدِّ الطبيعي. يؤدِّي تناولُ الكثير من الأطعمة، أو تناول المأكولات السكَّرية الحلوة، وكذلك عدم تناول الأدوية، إلى فرط سكر الدم. كما أنَّ الإصابة بالأمراض يُمكن أن تؤدِّي إلى فرط سكَّر الدم أيضاً. وإذا لم تتمَّ معالجةُ فرط السكَّر، فقد يُصاب المريضُ بالغيبوبة أو السُّبات. وهذه بعض علامات فرط سكَّر الدم:

·    جفاف الفم.

·    العطش.

·    التبوُّل المتكرِّر.

·    تشَوُّش الرؤية.

·    التعب أو النعاس.

·    نقص الوزن.

يجب على المريض، حين يرتفع مستوى السكَّر في دمه، أن يشرب الماء أو السوائل الخالية من السكَّر، ويفحص مستوى السكَّر في دمه، ويلتزم بنظامه الغذائي الذي حدَّده له الطبيب. إذا لم ينخفض مستوى السكَّر لديه بعد ذلك، فإنَّ عليه أن يتَّصل بطبيبه. وسوف يُطلعه الطبيب على مستوى السكَّر الذي يعدُّ مرتفعاً بالنسبة له. وإذا كان مستوى السكَّر مرتفعاً جداً، فقد يكون على المريض أن يذهب إلى المستشفى. نقول إنَّ هناك نقصاً في سكَّر الدم عندما ينخفض مستوى السكَّر في الدم كثيراً عن مُستواه الطبيعي. يحدث نقص سكر الدم غالباً عند المرضى الذين يستعملون الأنسولين أو الأدوية الأخرى الخافضة لسكر الدم؛ فأخذُ كمِّية كبيرة من الأنسولين يمكن أن يسبِّب هذه الحالة، وهذا ما يُسمَّى بردة فعل الأنسولين أو صدمة الأنسولين. كما قد يحدث نقص سكَّر الدم أيضاً عندما يتناول المريض كمِّيات أقلَّ من الطعام، أو يُغفل تناول إحدى الوجبات، أو يبالغ في ممارسة التمارين الرياضيَّة. تشمل علامات نقص سكَّر الدَّم:

·    التعرُّق والارتعاش والعصبيَّة وتسرُّع نبضات القلب.

·    الجوع.

·    الدَّوخة والإغماء.

·    تغيُّرات الشخصية واضطراب التفكير والهَلَع والتهيُّج.

·    خَدَر الشفتين واللسان.

·    الصُّداع.

·    تشوُّش الرُّؤية.

·    التحدُّث ببطء أو بشكل متقطِّع.


إذا لم تتمَّ معالجةُ حالة نقص السكَّر في الدم، فقد تؤدِّي إلى الإغماء أو إلى نوبات اختلاجيَّة. ويلاحظ مرضى السكَّري علامات مختلفة حين يهبط مستوى السكَّر في دمائهم. لذلك، يجب على المريض أن يعرف ما الذي يمكن أن يشعر به عندما ينخفض مُستوى السكَّر في دمه. لا يلاحظ بعض المرضى أيَّة علامات تدلُّ على هبوط سكَّر الدم. لذلك، يجب على أولئك المرضى الاعتماد على فحص الدم لكشف نقص سكَّر الدم لديهم. يجب على المريض، إذا انخفضَ مستوى السكَّر في دمه، أن يتناول أو يشرب شيئاً يحتوي على سكَّر سريع المفعول فوراً، كنصف كوب من عصير الفاكهة أو مشروب غازي عادي أو عشر حبَّات من السكاكر أو ملء ملعقتي شاي من السكَّر أو العسل. يجب أن يأخذ المريضُ جرعة إضافية من السكَّر سريع المفعول إذا لم تختفِ هذه الأعراضُ بعد ربع ساعة، أو إذا بقي مستوى السكَّر في دمه أقلَّ من ثمانين ملغ/ديسيليتر، وعليه أن يُكرِّر ذلك كلَّ عشر دقائق أو ربع ساعة حتَّى يزيد مستوى السكَّر عن ثمانين ملغ/ديسيليتر. يمكن أن يتناول المريض وجبته إذا كان موعدها يحين بعد أقلَّ من نصف ساعة. أمَّا إذا كان موعد الوجبة بعد أكثر من نصف ساعة، فيمكنه أن يتناول وجبة خفيفة أو نصف شطيرة من اللحم أو ثلاث قطع من البسكويت، وذلك بعد تناول جرعة السكَّر سريع المفعول. ينبغي عدم احتساب هذه الوجبة الخفيفة وعدم اقتطاعها من الوجبة التالية. كما ينبغي ألاَّ يقوم المريض بقيادة السيَّارة أو ممارسة أنشطة تحمل خطراً مُحتملاً إذا كان يعتقد بأنَّ سكَّر الدم عنده منخفض، حيث يمكن أن يتعرَّض المريض للأذى إذا انخفض سكَّر الدم عنده فجأة وأُصيب بالغيبوبة بينما يقوم بتسلق جدار أو يقود درَّاجة أو يسبح، على سبيل المثال. على المريض إخبارعائلته وأصدقائه عن إصابته بمرض السكَّري، بحيث يقومون بنقله إلى المستشفى فوراً أو بالاتِّصال بقسم الطوارئ في المستشفى إذا وجدوه فاقداً للوعي أو يتحدَّث بكلام غير مفهوم أو غير منطقي.

مضاعفات السكري

يقلُّ ظهور علامات السكَّري عندما يتمكَّن المريض من التحكُّم بمستوى السكَّر في دمه. وعندها سيشعر بتحسُّن ونشاط أكبر. إذا لم يتقيَّد المريضُ بالنظام الغذائي المُحدَّد له، أو لم يمارس التمارين الرياضية، أو لم يفحص مستوى السكَّر في دمه بانتظام، فإنَّه سيتعرَّض لمضاعفات خطيرة. وتشمل مضاعفات السكَّري اعتلال الأعصاب والأوعية الدموية في الجسم. تستغرق مضاعفاتُ السكَّري عدَّةَ سنين بعد الإصابة بالمرض حتى تظهر، كما أنَّها من النادر أن تصيب المرضى دون الثامنة عشرة من العمر. ولكنَّ السيطرة الجيِّدة على السكَّري في مرحلة الطفولة تساعد على منع ظهور هذه المُضاعفات، أو تأخير ظهورها في مرحلة البلوغ. ما زال سببُ ضرر الأعصاب لدى مرضى السكَّري غير معروف؛ ويُعرف هذا الضرر باسم اعتلال الأعصاب السكَّري. وهو يصيب الأعصاب المتَّجهة إلى أسفل الساقين والقدمين. وقد يشعر المريض بخَدَر أو برودة غير مُعتادة في الساقين أو القدمين. ينبغي على مريض السكَّري، الذي يعاني من ضعف الحسِّ في قدميه، تجنُّبُ إيذائهما بانتعال الأحذية الضيِّقة أو المؤلمة، أو بتعريضهما للمياه الساخنة وغير ذلك. كما أنَّ عليه فحص قدميه كلَّ يوم للتأكُّد من عدم وجود أيِّ جرح أو احمرار أو تورُّم، وأن يطلب من الطبيب فحصهما كلَّما ذهب لإجراء فحص طبِّي. يمكن أن يُصاب مرضى السكَّري على المدى البعيد بالعجز الجنسيِّ. لذلك، على المريض أن يسعى إلى التحكُّم الجيِّد بالسكَّري كي يعيش حياة جنسيَّة طبيعيَّة. ولمَّا كان السكَّري يُمكن أن يؤثِّر في الأعصاب التي تذهب إلى القلب، فإنَّ مرضى السكَّري قد لا يشعرون بألم الصدر عندما يتعرَّضون لنوبة قلبيَّة. لذلك، يجب عليهم أن يكونوا حذرين إذا شعروا بثِقَل في الصدر أو خدَر في الذراع أو بعُسر الهضم، فقد تشير هذه الأعراض إلى إصابة المريض بنوبة قلبية. يمكن أن يسبِّب ارتفاعُ سكر الدم تضرُّرَ الأوعية الدمويَّة الصغيرة والكبيرة أيضاً، حيث تتراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية، وهذا ما يؤدِّي إلى تصلُّب الشرايين. يقوم الهدفُ من النظام الغذائي على خفض مستوى الدهون والكولستيرول في الدم، حيث يخفُّ تدفُّق الدم إلى الأعضاء بشكل كبير عندما تسبِّب اللوَيحات والدهون تضيُّقاً في الأوعية الدموية الصغيرة، الأمر الذي يؤدِّي إلى موت الخلايا. كما يمكن أن يؤدِّي تراكم اللويحات إلى نزف في الأوعية الدموية أيضاً. تعدُّ الكليتان والعينان هما أكثر الأعضاء تعرُّضاً إلى تَسَمُّك جدران الأوعية الدموية الصغيرة. وقد ينزف الدمُ إلى داخل العين حين تتسمَّك الأوعية الصغيرة الموجودة في قعر العين، ممَّا يؤدِّي إلى الإصابة بإعتلال الشبكية السكَّري. كما قد يؤدِّي هذا الاعتلال إلى فقدان البصر إذا لم يُعالَج في الوقت المناسب. يمكن أن يمنع مرضُ السكَّري الكليتين من تنقية الدم. كما قد يسبِّب هذا المرضُ فقدان الجسم لبعض البروتينات التي يجب أن تبقى في الدم، وذلك عبر تسربها إلى البول. لذلك، يمكن أن يطلب الطبيب فحص بول المريض للتأكُّد من وجود أيَّة مؤشِّرات مبكِّرة على اعتلال الكلية، مثل وجود البروتين في البول مثلاً. ويسبِّب مرض السكَّري ارتفاعَ ضغط الدم غالباً عند بعض المرضى أيضاً. من الضروري معالجةُ ضغط الدم المرتفع بالأدوية من أجل خفضه. وهناك بعضُ الأدوية التي يُمكن أن تساعد على منع المشاكل الكلوية من التفاقُم. كما أنّ اعتماد نظام غذائي خاص قليل البروتين والأملاح يمكن أن يفيدَ المرضى المصابين باعتلال الكلية السكَّري. وقد يصبح غسلُ الكليتين أو زرع الكلية أمراً ضرورياً في بعض الحالات النادرة. تساعد السيطرةُ على السكَّري على تجنُّب تضرُّر الأوعية الدموية والأعصاب، حيث يستطيع المريض التحكُّم بالسكَّري عبر اعتماد نظام غذائي خاص وتناول الأدوية وممارسة التمارين الرياضية ومراقبة سكَّر الدم واتِّباع عادات صحيَّة.

الخُلاصة

يمكن التحكُّم بالسكَّري بنجاح من خلال:

·    اتِّباع نظام غذائي مناسب.

·    قياس سكَّر الدم بانتظام.

·    ممارسة التمارين الرياضية.

·    تناول الأدوية التي يقرِّرها الطبيب.

·    الحفاظ على نظافة الجسم.

·    التقيُّد بالعادات الصحيَّة.

·    المعرفة الجيِّدة بمرض السكَّري.

يقوم الطبيب أو الممرِّضة أو اختصاصي التغذية بشرح الخطة الخاصَّة التي يجب على المريض التقيُّد بها للتحكُّم بالسكري. ويُمكن أن يُقلِّل التقيُّد بهذه الخطَّة من خطر إصابة المريض بمضاعفات السكَّري. يساعد تقيُّدُ المريض بخطَّة التحكُّم بالسكَّري على الاستمتاع بنمط حياة أكثر صحَّةً من خلال سيطرته على مرضه.

الداء السكري هو مرض يصيب ملايين الأمريكيين في كل عام. وإذا أخبر الطبيب مريضه أنه مصاب بالداء السكري فقد يكون الإنسولين مفيداً في ضبط مستوى السكر لديه. إن حقن الإنسولين آمنة جداً، وهي ليست مؤلمة كثيراً. وتساعد هذه الحقن في ضبط الداء السكري وفي الوقاية من مضاعفاته. على المريض أن يتذكر مراقبة مستويى السكر في دمه وأن يحتفظ بسجل له حتى يتمكن الطبيب من مراجعة نوع الحُقن ومقدار جرعتها وبرنامجها الزمني. وإذا ظهرت على المريض أي أعراض تشير إلى انخفاض مستوى غلوكوز الدم، أي "نقص سكر الدم"، أو أي أعراض تشير إلى ارتفاع مستوى غلوكوز الدم، أي "فَرط سكر الدم"، فعليه أن يحرص على فحص مستوى سكر الدم لديه وأن يستشير الطبيب إذا لم يتمكن من تدارك المشكلة بنفسه. يكون مستوى غلوكوز الدم منخفضاً إذا كان أقل من 70 ميليغرام في كل ديسيلتر، أو إذا ظهرت أعراض من قبيل الارتعاش مثلاً. ويكون مستوى غلوكوز الدم مرتفعاً إذا كان أكثر من 160 ميليغرام في كل ديسيلتر قبل تناول الطعام. ويتراوح مستوى الغلوكوز الجيد بين 80 و120 ميليغرام في كل ديسيلتر قبل تناول الطعام. على المريض أن يحمل معه دائماً بعض السكاكر، أو بعض أقراص الغلوكوز. وعليه أن يتناول ثلاثة أو أربعةً منها إذا شعر بأعراض انخفاض مستوى اللوكوز.



























النمط الأول من السكري

 

تعني الإصابة بالسكري أن جلوكوز الدم، أو سكر الدم يكون مرتفعاً جداً. وفي حالة النوع الأول من السكري، فإن البانكرياس لا ينتج الإنسولين. والإنسولين هو الهورمون الذي يساعد الجلوكوز في الدخول إلى الخلايا من أجل تزويدها بالطاقة. ومن غير وجود الإنسولين، يظل في الدم كمية زائدة جداً من الجلوكوز. إن السكري من النوع الأول يحدث غالباً لدى الأطفال واليافعين، لكنه يمكن أن يحدث في أي سن أيضاً. وقد تشتمل أعراضه على ما يلي: • الإحساس بالعطش الشديد. • كثرة التبول. • الإحساس بالجوع الشديد أو بالتعب. • فقدان الوزن من غير محاولة ذلك. • بطء شفاء القروح. • جفاف الجلد والحكة الجلدية. • فقدان الإحساس في القدمين، أو الإحساس بالتنميل فيهما. • تشوش الرؤية. يستطيع فحص الدم إظهار ما إذا كان المريض مصاباً بالسكري. وإذا كان الأمر كذلك، فمن الضروري تناول الإنسولين طيلة الحياة.

مقدمة

حوالي 10% من مجموع المصابين بالسكري هم من النمط 1. لا يوجد علاج يشفي السكري حالياً، إلا هناك طرق علاجية لضبط السكري. سوف يساعد هذا البرنامج التثقيفي على فهم النمط 1 من السكري وكيفية ضبطه.

السكري

يتم تشخيص السكري عند إرتفاع مستوى السكر في الدم. فالطعام الذي يتناوله الإنسان يتحول إلى سكر يسمى الجلوكوز. ينتقل الجلوكوز إلى الخلايا عبر مجرى الدم. وحتى يتمكن الجلوكوز من الدخول إلى الخلية لا بد من توافر شرطين:

  1. توافر "أبواب" كافية لاستقبال الجلوكوز في الخلايا تسمى المستقبِلات.
  2. توافر هرمون يسمى الإنسولين يعمل على "فتح" المستقبِلات.

إن الإنسولين هرمون كيميائي ينتجه البنكرياس. بالنسبة للأشخاص الغير مصابين بالسكري فان مستوى الإنسولين في الدم يختلف باختلاف كمية الجلوكوز الموجودة في الدم. يحدث النمط 1 من السكري عندما يهاجم الجهازُ المناعيُّ في الجسم خلايا البنكرياس التي تنتج الإنسولين ويتلفها. لذا فإن المصابين بالنمط 1 من السكري ليس لديهم في أجسامهم كميةً كافيةً من الأنسولين. يجب على مرضى السكري من النمط 1 أخذ حقن الإنسولين. إذا ترك النمط 1 من السكري من غير معالجة فإن مستوى السكر في الدم قد يصبح مرتفعاً جداً. وقد يحتاج المصاب الى الذهاب الى المستشفى للحصول على التغذية الوريدية والإنسولين.
النمطُ 1 من السكري أكثر شيوعاً عند الأطفال والشباب كما يمكن أن يظهر في أي عمر. إن السكري لا ينتقل بالعدوى. ومن العلامات والأعراض الشائعة للسكري:

·    العطش.

·    التبول المتكرر.

·    الجوع.

·    فقدان الوزن.

·    الشعور بالتعب.

·    تغيرات في الرؤية.

·    الجفاف.

·    ألم في المعدة.

إذا لم يُعالَج النمط 1 من السكري فسوف يزداد مستوى الجلوكوز ازدياداً كبيراً مما يؤدي إلى الغيبوبة بل حتى إلى الموت. وقد يحصل ذلك خلال عدة ساعات أو أيام من بدء ظهور الأعراض. إن كل فرد من المصابين بالسكري تظهر عليه أعراض ومؤشرات مختلفة. وهذه الأعراض دلالة على عدم توازن الجسم.

الخيارات المتاحة للعلاج

لا يوجد في الوقت الحاضر علاج يشفي السكري. إلا أن من الممكن السيطرة على السكري بالمحافظة على مستوى سكر الدم ضمن المعدل الطبيعي. على المرضى المصابين بالنمط 1 من السكري تلقي حقن الإنسولين بشكل يومي. يقوم المصاب بالسكري بالتعاون مع الفريق الصحي بإيجاد خطة معالجة للسيطرة على سكر الدم.

ضبط السكري

يمكن للمصاب بالسكري أن يضبط مستوى السكر لديه عبر:

·    اتباع نظام غذائي صحي.

·    ممارسة التمارين الرياضية.

·    قياس مستوى سكر الدم بانتظام.

·    أخذ الإنسولين.

سيساعد أخصائيوا التغذية والاخصائيون في التثقيف عن مرض السكري المريض في برنامجه الغذائي. الأهداف الثلاثة لأي نظام غذائي صحي هي:

  1. المحافظة على وزن صحي. التقليل من الدهون في الجسم.
  2. الحفاظ على مستوى طبيعي لسكر الدم.
  3. المحافظة على مستوى جيد للطاقة.

يتأثر مستوى السكر بالدم بما يلي:

·    ما هو الطعام الذي نتناوله.

·    ما هي كمية الطعام الذي نتناولها .

·    عدد وجبات الطعام الذي نتناولها.

تلعب التمارين الرياضية دوراً هاماً في السيطرة على السكري. سوف يساعد فريق الرعاية الصحية المصابين بالسكري على إيجاد الخطة التي سيتبعونها في ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لهم. وعلى المصابين بالسكري أن يستشيروا مقدم الرعاية الصحية قبل البدء بأي برنامج جديد للتمارين الرياضية. يقوم مرضى السكري من النمط 1 بفحص سكر الدم لديهم عادةً قبل وجبات الطعام و عند الذهاب الى النوم. وهذا يتيح لهم معرفة مدى فعالية خطة العلاج المتبعة. سيرشد الاختصاصيون بالتثقيف الصحي المصابين بالسكري على كيفية فحص سكر الدم لديهم، كما يرشدونهم على كيفية تغيير طريقة تناولهم للأنسولين، وتعديل النظام الغذائي الذي يتبعونه، أو تغيير برنامج التمارين الرياضية التي يمارسونها لضبط مستوى سكر الدم لديهم. هناك العديد من الأنواع المختلفة من الإنسولين. سيقدم فريق الرعاية الصحية الإرشادات للمصابين بالسكري حول طريقة أخذ جرعة الإنسولين. إن وجود روتين يومي يساعد مريض السكري على التحكم بالسكري. تتغير جرعات الأنسولين مع نمو المصاب وزيادة وزنه و طول مدة إصابته بالسكري.

فرط سكر الدم

في سياق الجهود التي يبذلها المصابون بالنمط 1 من السكري لضبط مستوى السكر في الدم لديهم، قد يزيد مستوى سكر الدم لديهم زيادة كبيرة أو قد ينقص عن المستوى المطلوب نقصاً شديداً. يمكن أن يحدث فرط سكر الدم للأسباب التالية:

·    تناول الكثير من الأطعمة

·    عدم وجود ما يكفي من الإنسولين

·    المرض

·    الشدة النفسية


تشمل بعض علامات فرط السكر في الدم:

·    جفاف الفم.

·    العطش.

·    التبول المتكرر.

·    تغيم الرؤية.

·    التعب أو النعاس.

·    فقدان الوزن.

ينبغي على المصابين بالسكري حين يرتفع مستوى السكر في دمهم أن يشربوا الماء أو السوائل الخالية من السكر. وأن يفحصوا مستوى السكر في دمهم وأن يلتزموا بالنظام الغذائي الصحي. وقد يحتاجوا الى المزيد من الإنسولين. تتشكل الكيتونات عندما يستخدم الجسم الدهون بدلاً من الجلوكوز لصنع الطاقة. تراكم الكيتونات في الجسم هو حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى غيبوبة أو حتى إلى الوفاة. وتسمى هذه الحالة الحماض الكيتوني، أو DKA. يحدث الحماض الكيتوني عندما لا يتوفر ما يكفي من الإنسولين في الجسم بسبب جرعة إنسولين فائتة أو أن الجسم يحتاج الى المزيد من الإنسولين. يكون المصاب بالسكري من النمط 1 في خطر الإصابة ب DKA لأن الجسم لا يكون قادراً على التأقلم على كميات الإنسولين المفقودة أو على الحاجة الزائدة للإنسولين. تتضمن أعراض الحماض الكيتوني DKA على:

·    نفس برائحة الفاكهة.

·    الغثيان.

·    ألم في المعدة.

·    التقيؤ.

·    تنفس متقطع سريع.


يجب إستشارة مقدم الرعاية الصحية أو اللجوء الى المساعدة الطبية إذا ظهرت الأعراض التالية:

·    ظهور أعراض الDKA.

·    تقيؤ أو إسهال لمدة 8 ساعات وعدم القدرة على الحفاظ على السوائل في الجسم.


تتم معالجة الحماض الكيتوني
DKA في المستشفى عادةً. ويتطلب العلاج الإنسولين والمحاليل الوريدية. يجب عدم تأخير العلاج.

نقص سكر الدم

قد يحدث نقص سكر الدم بسبب:

·    كثرة التمارين الرياضية.

·    عدم تناول ما يكفي من الطعام أو تفويت إحدى الوجبات.

·    أخذ جرعة زائدة من الإنسولين.

تشمل علامات نقص السكر:

·    التعرق، والارتعاش، والعصبية، وتسارع نبضات القلب.

·    الجوع.

·    الدوار أو الإغماء.

·    تغيرات في الشخصية وارتباك في التفكير وفقدان الصبر والتقلقل.

·    تنمل الشفاه واللسان.

·    الصداع.

·    تغيُّم الرؤية.

·    التحدث ببطء أو بشكل متقطع.


إذا لم يعالج نقص السكر في الدم فقد يؤدي إلى الإغماء أو إلى النوبات أو الموت. يمكن أن يحدث نقصسكر الدم بسرعة كما يمكن أن يكونمهدداً للحياة. وقد يعاني مريض السكري من علامات مختلفة حين يهبط مستوى السكر في دمه. وعلى كل مصاب بالسكري أن يعرف ما يمكن أن يشعر به عند هبوط مستوى السكر في دمه. فعند انخفاض مستوى السكر في دم المصابين بالسكري ينبغي عليهم أن يتناولوا أو أن يشربوا شيئاً يحتوي على سكر سريع المفعول، مثل:

·    نصف كوب من عصير الفاكهة .

·    نصف علبة من مشروب غازي عادي.

·    أربع حبات من أقراص الجلوكوز.

·    ست قطع صغيرة من الحلوى أو السكاكر.

فإذا لم تختف هذه الأعراض خلال ربع ساعة أو بقي مستوى السكر أقلّ من 80 ملي غرام/ ديسيليتر، ينبغي على المصابين بالسكري أن يأخذوا جرعة إضافية من السكر السريع المفعول، وأن يكرروا ذلك كل عشر دقائق أو ربع ساعة حتى يزيد مستوى السكر عن 80 ملي غرام/ ديسيليتر. وإذا كان موعد الوجبة التالية للمصاب بالسكري الذي يعاني من نقص سكر الدم لديه سيحين بعد أقل من نصف ساعة فينبغي عليه أن يتناولها فوراً. أما إذا كان الموعد بعد أكثر من نصف ساعة، فينبغي عليه تناول وجبةً خفيفة مثل نصف سندويش من اللحم أو ثلاث قطع من البسكويت. ثم إن على المصاب أن يتناول وجبته الكاملة أو وجبة خفيفة بعد أخذ جرعة السكر السريع المفعول. وينبغي على المصابين بالسكري ألا ينقصوا كمية الوجبة التالية لتناول هذه الوجبة الصغيرة. كما يجب عليهم أن لا يقودوا سياراتهم أو يشغلوا أي آلة إذا كانوا يشعرون أن مستوى السكر منخفض في دمهم. وينبغي على المصاب بالسكري إرتداء سوار أو قلادة طبية تعريفية وأن يخبر عائلته وأصدقائه بأنهمصاب بالسكري. كما ينبغي على عائلة أو أصدقاء المصاب بالسكري أن يأخذوه إلى المستشفى فوراً أو الاتصال بالإسعاف إذا وجدوه فاقد الوعي أو سمعوه يتحدث بكلام غير مفهوم أو غير مترابط.

الخلاصة

إذا أفلح المصابون بالسكري بضبط مستوى السكر في الدم لديهم، سيشعرون بتحسن أكثر وبأن لديهم نشاطاً أكثر. يمكن للمصابين بالسكري أن يفلحوا في ضبط مستوى السكري من خلال:

·    النظام الغذائي.

·    فحص سكر الدم.

·    ممارسة التمارين الرياضية.

·    تناول جميع الأدوية الموصوفة.

·    الحفاظ على النظافة.

·    التعرف على كل ما يتعلق بهذا المرض.

سيقدم فريق الرعاية الصحية للمصاب بالسكري الخطة التي ينبغي اتباعها لضبط السكري. إن تقيد المصاب بالسكري باتباع هذا النظام يقلل من احتمال خطر الإصابة بمضاعفات السكري. إن تقيد المصابين بالسكري بنظام ضبط السكري سيساعدهم على الاستمتاع بحياة أكثر صحة وعافية.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق