حقن إبر الأنسولين


حقن إبر الأنسولين

إنَّ إجراءَ الحقنة لنفسك هي عملية بسيطة. يشعر معظمُ الناس بتوتُّر شديد إزاء حقن أنفسهم وهذا أمر طبيعي. ولكن يختفي هذا التوتُّر بعد تعلُّم طريقة إجرائها والتدرُّب على ذلك. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي كيفية إجراء حقنة تحت الجلد، أي حقنة في الطبقة الدهنية تحت الجلد.

الحقنةُ تحت الجلد

تُعطى الحقنة عندما لا يستطيع المريضُ تناولَ الدواء عن طريق الفم، وعندما يكون الامتصاصُ الأسرع للدواء مطلوباً. تُدخِل الحقنةُ الدواءَ في الأنسجة الموجودة تحت موقع الحقن. ومن هناك، يجري امتصاصُه في مجرى الدم، ثمَّ ينقله الدم إلى باقي أجزاء الجسم. حقنةٌ تحت الجلد هي الحقنة التي تُعطى في الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد مباشرة. تحتوي المناطقُ التالية من الجسم على أنسجة دهنية تحت الجلد أكثر من أيَّة أجزاء أخرى في الجسم:

·    الجزء الخارجي من الذراع العلوي.

·    الكتل الدهنية في المنطقة الواقعة بين السرَّة والوركين.

·    المنطقة الأمامية من الفخذين.

يُحدِّد الطبيبُ جرعة الدواء وعدد المرات التي يجب على المريض أن يحقن بها نفسه. الجرعةُ الواحدة هي كمِّية الدواء التي يتلقَّاها المريض من حقنة واحدة. يجب التأكُّدُ من تغيير موقع الحقن كلَّما أردت حقن نفسك. وهذا ما يُسمَّى "تدوير المواقع".

التحضيرات

يجب تحضيرُ المواد التالية لإجراء الحقنة:

·    محقنة مع إبرة.

·    زجاجة الدواء.

·    ضمادات مغمسة بالكحول.

·    مستوعب للنفايات البيولوجية الخطرة والأدوات الحادَّة.

·    قِطَع قطن.

·    قفَّازات، إذا كان مقدِّم الرعاية الصحية هو الذي سيجري الحقنة.

تتألَّف المحقنةُ من:

·    رأس مصمَّم ليتناسب مع محور الإبرة.

·    أنبوبة أسطوانية.

·    ذراع ملائم (مكبس).

لإبقاء المحقنة معقَّمة، يجب الإمساكُ بالقسم الخارجي لأنبوبة المحقنة ومسكة الذراع فقط مع تجنُّب لمس رأس أو داخل الأنبوبة، أو داخل الذراع أو الإبرة. تتألَّف زجاجةُ الدواء من حاوية زجاجية أو بلاستيكية مع سدادة مطَّاطية في أعلاها. يحمي غطاءٌ معدني هذه السدادة حتى تصبح زجاجة الدواء جاهزة للاستعمال. يجب أن يجري حقنُ الهواء فيها لتسهيل سحب المحلول. يمكن أن تحتوي زجاجةُ الدواء على أكثر من جرعة واحدة. يحتاج المريضُ إلى وصفة طبِّية لشراء زجاجة الدواء. يجب التحقُّق من اسم الدواء وتاريخ انتهاء صلاحيته. يجب عدم استخدامه في حال انتهاء صلاحيته، أو إذا كانت زجاجة الدواء تتضمَّن شقوقاً أو ثقوباً أو تسرباً أو إذا تغَّير لونها، أو كانت تحتوي على جسيمات! من المهمِّ اختيار مكان نظيف ومرتب وكبير بما يكفي للعمل فيه؛ والتأكُّد من وجود إضاءة جيِّدة؛ وغسل منطقة العمل بالماء والصابون؛ واستعمال الصابون السائل كلما كان ذلك ممكناً؛ وغسل اليدين؛ وإحضار جميع المواد اللازمة إلى منطقة العمل. فيما يلي نصائح لغسل اليدين بشكل جيد:

  1. تبليل اليدين والرسغين تحت المياه الجارية الدافئة.
  2. وضع الصابون، الصابون السائل إذا كان ذلك ممكناً، ورغوه جيِّداً.
  3. فرك اليدين والرسغين حوالي 15 ثانية على الأقل.
  4. توجيه انتباه خاص للأصابع والأظافر وظهر اليدين.
  5. شطف اليدين جيِّداً مع رفع اليدين؛ فهذه الطريقة تُبعد المياه المتَّسخة عن اليدين.
  6. تجفيف اليدين باستخدام منشفة ورقية نظيفة، بدءاً من اليدين والعمل باتجاه المرفقين.
  7. استخدام المنشفة الورقية لغلق حنفية المياه. تذكَّر أنَّك فتحتها بيدين متَّسختين.

 

الإجراء

فيما يلي الخطوات الأساسية التي يجب اتِّباعها. تُشرح هذه الخطوات بمزيد من التفاصيل في الأقسام التالية.

  1. الحصول على المواد اللازمة.
  2. غسل اليدين.
  3. إعداد زجاجة الدواء.
  4. تحديد جرعة الدواء الصحيحة.
  5. سحب الدواء.
  6. اختيار موقع الحقن.
  7. تحضير الجلد.
  8. إدخال الإبرة.
  9. حقن الدواء.
  10. سحب الإبرة.
  11. رمي معدَّات الحقن.
  12. حفظ سجل.

  1. الحصول على المواد اللازمة:

·    محقنة مع إبرة.

·    زجاجة الدواء.

·    ضمادات مغمسة بالكحول، أو كحول للفرك بنسبة 70٪.

·    مستوعب للنفايات البيولوجية الخطرة والأدوات الحادَّة

·    قِطَع قطن.

 

  1. غسل اليدين جيِّداً.

  1. إعداد زجاجة الدواء.

·    يُنزع الغطاء البلاستيكي عن زجاجة الدواء ويُرمى؛ فتظهر السدادة المطَّاطية بعد نزع الغطاء. لا يمكن إرجاع الغطاء إلى مكانه بعد نزعه.

·    يُمسَح رأس الزجاجة بفركه جيداً بفوطة أو بقطعة قطن مبلَّلة بالكحول. ويُنظَّف لمدة 30 ثانية، ثم يُترك ليجفَّ.

  1. تحديد جرعة الدواء الصحيحة.

·    تُقاس أدوية الحقن بالميليلترات. يُمثِّل كل خط على المحقنة عدداً من الميليلترات، مثلاً 0.2 مليلتر أو 0.4 مليلتر ، وهلَّم جراً. لقياس الجرعة بواسطة المحقنة، يجب النظر مباشرة إلى الطرف الأعلى لرأس الذراع الأسود، والتأكُّد بأنه على المستوى نفسه مع خط الجرعة المطلوبة.

·    تُعلَّم الجرعة على المحقنة بعدَ ذلك.

  1. سحب الدواء.

·    تُفتح علبة المحقنة. ويُنزع الغطاء عن الإبرة، مع التأكُّد من عدم تلامس الإبرة مع أيِّ شيء وأنَّها مثبتة بإحكام.

·    تُملأ المحقنة بالهواء من خلال رفع الذراع إلى مستوى كمية الدواء التي ستُستعمل. وفي الخطوة التالية، يُحقن هذا الهواء في زجاجة الدواء، فيتيح هذا الهواء سحبَ الدواء إلى المحقنة.

·    تُمسك زجاجة الدواء بيد وتثبت على الطاولة، وتُدخل الإبرة باليد الثانية في رأس زجاجة الدواء، ثم يُضغط الذراع باتجاه الأسفل لحقن كل الهواء في الزجاجة.

·    تُقلب الزجاجة والحقنة رأسا على عقب، بحيث تصبح الزجاجة من الأعلى. تُترك المحقنةُ في الزجاجة. تُمسك زجاجة الدواء بين الإبهام والإصبع الأوسط باليد التي لا تستخدم عادة لتناول الطعام أو للكتابة. ويُمسك طرف أنبوبة وذراع المحقنة بإبهام وسبابة اليد التي تستخدم عادة لتناول الطعام أو للكتابة.

·    يجب التحقُّق من دخول رأس الإبرة في الدواء لتجنُّب سحب الهواء.

·    تُسحب الذراع حتى الحصول على كمِّية أكبر قليلاً من جرعة الدواء الصحيحة.

·    يجب التأكُّد من خلوِّ المحقنة من فقاعات الهواء. وفي حال وجودها، تُنقر المحقنة بالأصبع على مكان الفقاعة حتَّ تفيض إلى الأعلى. ثمَّ يُضغط الذراع (المِدحَم) حتى تخرج فقاقيع الهواء إلى الزجاجة. تُسحب كمِّية إضافية من الدواء إلى المحقنة ببطء لتصحيح الجرعة.

·    تُخرج المحقنةُ من زجاجة الدواء بعد إخراج جميع فقاعات الهواء والحصول على الجرعة الصحيحة في المحقنة. يجب الحرص على عدم لمس الإبرة بالإصبع أو تلامسها مع أي سطح آخر كي لا تتلوَّث، ممَّا يُستدعي البدء من جديد. تُغطى الإبرة من جديد بالغطاء الواقي.

  1. اختيار موقع الحقن.

أفضل موقع للحقن هو منطقة من الجسم تتضمَّن طبقة دهنية بين الجلد والعضلات، مثل:

·    الفخذين.

·    السطح الخارجي للذراعين.

·    البطن، ما عدا السرة أو محيط الخصر.

أمَّا إذا كنت نحيفاً للغاية، فيمكنك استخدام الفخذين أو السطح الخارجي للذراعين فقط لإجراء الحقنة. يجب تجنُّبُ الحقن في المكان نفسه بصورة متكرِّرة وتغيير مواقع الحقن بشكل منتظم. على سبيل المثال، يُستخدم الفخذ الأيسر، ثم الفخذ الأيمن ثم الذراع الأيمن ثم الأيسر، الخ.

  1. تحضير الجلد.

تُستخدم فوطة أو قطعة قطن مبلَّلة بالكحول لفرك المنطقة لمسافة 5 سنتمترات حول موقع الحقن. يبدأ الفرك في الوسط باتجاه الخارج، مع استخدام حركة دائرية. تُترك هذه المنطقة كي تجف، وفي هذه الأثناء يُنزَع الغطاء الواقي عن الإبرة. للمحافظة على الإبرة معقَّمة بعد نزع الغطاء، يجب عدم وضعها على أي سطح أو تلامسها مع أي شيء.

  1. إدخال الإبرة.

·    يُقرص الجلد بإحدى اليدين مع سحبه إلى الأعلى.

·    تُمسَك المحقنة باليد الأخرى بين السبابة والإبهام، ثم تثبَّت بالأصبع الثاني كما لو أنك تُمسِك قلم رصاص.

·    تُمسَك الإبرة بزاوية قائمة مع الجلد المقروص، ثم تُدخل في الجلد بحركة قصيرة وسريعة. يمكن أحياناً أن يتلقَّى المريض تعليمات لإمساك الإبرة بزاوية 45 درجة مع الجلد المقروص لإجراء بعض أنواع الحقن تحت الجلد.

  1. حقن الدواء.

يُترك الجلدُ بعدَ إدخال الإبرة. وتُمسك المحقنة ويُضغط ببطء على الذراع بواسطة الأصبع حتى الانتهاء من حقن الدواء كله. يدخل الدواء في الأنسجة الدهنية في البطن أو الذراع أو الفخذ.

  1. سحب الإبرة.

تُسحب المحقنة بسرعة، ثم تُضغط قطعة قطن على موقع الحقن لبضع ثوان مع تجنُّب تدليكه. قد تظهر قطرة دم صغيرة أو علامة صغيرة سوداء وزرقاء في موقع الحقن؛ وهذا أمرٌ طبيعي. يجب تجنُّبُ إعادة الغطاء إلى الإبرة المستعملة، وذلك لتقليص احتمالات وخز النفس بإبرة ملوَّثة. من المحتمل أن تتلوث الإبرة بدم شخص مصاب بفيروس الإيدز والتهاب الكبد وأمراض أخرى؛ فإذا وخز الشخص نفسه عن غير قصد بإبرة ملوثة مستعملة، عليه الحصول فوراً على الرعاية الطبية لتقييم وضعه وتلقِّي العلاج إذا لزم ذلك.

  1. رمي معدَّات الحقن.

يجب رميُ المحقنة والإبرة في مستوعب مخصَّص للمواد البيولوجية الخطرة والأدوات الحادَّة. قد تفرض المدينة أو البلد قوانين خاصة للتخلُّص من هذه الأدوات. يمكنك أن تسأل أحد أفراد فريق الرعاية الصحية الذي يهتم بك عن أيَّة تعليمات محدَّدة.

  1. حفظ سجل.

عليك تسجيل المعلومات التالية بعد إجراء كل حقنة:

·    تاريخ ووقت الحقن.

·    كمِّية الدواء.

·    موقع الحقن.

 

المخاطرُ والسلامة

إن الحقن تحت الجلد آمنة للغاية. ولكن هناك بعض المضاعفات المحتملة إذا أُجريت الحقنةُ بشكل غير صحيح. من المهم معرفة الاحتياطات الواجب اتِّباعها لتجنُّب هذه المضاعفات والإجراءات التي يجب اتخاذها في حالة وقوعها. تشمل المضاعفات العدوى وكسر الإبرة في الجلد وإصابة العصب. يمكن أن تحدثَ العدوى في حال استخدام إبرة ملوَّثة أو عدم تنظيف الجلد بشكل صحيح. لذلك، يجب أخذ الوقت الكافي لتنظيف الجلد جيِّداً، وعدم استخدام إبرة أو محقنة أكثر من مرَّة واحدة. إذا أصبح موقعُ الحقن مُحمراً أو متورِّماً أو ساخناً، يمكن وضع قطعة قماش دافئة عليه لتخفيف الألم والاحمرار. ويجب الاتِّصال بالطبيب إذا استمرَّ الألم والاحمرار، أو عند ملاحظة نزح من مكان الحقن. يمكن تجنُّبُ كسر الإبرة في الجلد بإجراء الحقنة في مكان هادئ خاص لا يكون فيه المريض معرَّضاً للاصطدام بأي شيء عن طريق الخطأ. يمكن أن تضرب الإبرة بالعصب في حال اختيار موقع غير صحيح للحقن. لذلك، يجب أخذ الوقت الكافي لاختيار موقع الحقن، واستشارة الطبيب عندَ الشعور بخدر أو ألم شديد بعد الحقن.

الخلاصة

الحقنة تحت الجلد هي حقنة تُعطى في الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد مباشرة. ويَنصح بها الطبيب عندما لا يستطيع المريض أن يتناولَ الدواء عن طريق الفم، أو عند الحاجة لامتصاص أسرع للدواء. إعطاءُ الحقنة لنفسك هي عملية بسيطة وآمنة. يشرح هذا البرنامج التثقيفي كيفيةَ إجراء حقنة تحت الجلد وتدابير السلامة. يختفي التوتُّر الذي يشعر به المريض بعدَ التدرُّب على الحقن.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق